كان لايزال يقاوم النعاس حين هجعت الخلائق جميعا تحت ظلال المساء...
لبث للحظات مترددا بأن يكتب قصته، يقاوم تلك الرغبة المتقدة والشوق منزوع في عينيه، يتذكر مشجب شالاته التي تليق بمواعيده المسائية، ومذكرته الصفراء التي لم يقرب خطوطها زهاء ثلاث سنوات ونيف، استباحت ايامه فيها أصوات المطارات وضجيج القطارات وبعض الوجوه العابرة...
على المنضة بجانب وسادته، كان فنجان القهوة نصف ممتلئ مند ليلة الأمس، وبعض قطع البسكويت التي يسكت بها ببراعة ذاك الطفل بداخله ...
وعلى حين غرة، كان قد ارتمى بين ذراعي تلك الأوراق، يجدد حبل الوصل دون تردد، فلا سبيل لبعض النسيان غير المزيد من مشاكسة الحرف نثرا وشعرا حين تعجه الخلائق جميعا تحت ظلال المساء...

،،،