يزداد هاجس الخوف من السقوط مع تقدم الأشخاص في السن، حتى وإن لم يتعرضوا لحادثة السقوط من قبل، مما يجعل كبار السن يتجنبون العديد من الأنشطة التي قد تُعرّضهم للسقوط، كالتسوق، والمشي، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية، إلّا أن ذلك لا يُعد قرارًا جيدًا إذ أن ممارسة مثل هذه الأنشطة يحافظ على الصحة الجسدية مع مراعاة الحرص على توخي الحيطة والحذر تجنبًا للسقوط، فكيف يمكن الوقاية من السقوط بالنسبة لكبار السن؟[١]

الوقاية من السقوط لكبار السن
فيما يأتي مجموعة من النصائح التي يمكن الاستعانة بها للوقاية من السقوط بالنسبة لكبار السن:

تجنب ارتداء الأحذية العالية أو غير المريحة
يعتبر الحذاء المناسب أفضل وسيلة للوقاية من خطر السقوط، إذ تُعرَّض الأحذية الزَّلقة أو ذات الكعب العالي الأشخاص لخطر الانزلاق والتعثر والسقوط، لذا يُنصح الأشخاص كبار السن ارتداء الأحذية المتينة وغير القابلة للانزلاق والتي تكون بمقاسٍ مناسب، بدلاً من الأحذية الأخرى غير المريحة، ويجدر بالذكر بأنَّ الأحذية المناسبة قد تساعد أيضاً على التقليل من آلام المفاصل بشكلٍ كبير.[٢]

جعل البيت أكثر أماناً
ويتمثّل ذلك من خلال إزالة مسببات الخطر والتي قد تُعرَّض كبار السن لخطر السقوط، وفيما يأتي بعض الأمثلة على ذلك:[٢]

إزالة الصناديق، والأسلاك الكهربائية، والصحف، وأسلاك الهاتف، من ممرات المنزل.
تخزين الملابس والأطباق والمواد الغذائية وغيرها من الضروريات في أماكن سهل الوصول إليها.
إصلاح الأرضيات الخشبية المتضررة والسجاد، وعدم تركها فترة طويلة دون إصلاح لكونها تعرَّض الآخرين لخطر العرقلة والسقوط.
نقل طاولات القهوة، وقوارير الزريعة، بعيدًا عن الطريق والممرات.
تنظيف السوائل المنسكبة، أو الشحوم، أو الطعام مباشرةً فور انكسابها، وعدم إبقاء الأسطح غير نظيفة لكونها قد تسبب الانزلاق.
تركيب الأرضيات المانعة للانزلاق في حوض الاستحمام أو الدش.
استخدام كرسي الحمام الذي يسمح بالجلوس أثناء الاستحمام.
تثبيت السجاد غير المثبّت جيدًا باستخدام شريط لاصق مزدوج الوجه، أو مسامير، أو دعامة مقاومة للانزلاق، كما يجب الحرص على التخلص من السجاد الزائد أو القديم غير المستخدم من المنزل.

الوقوف ببطء
يجب الوقوف بشكلٍ بطيء وعدم الاستعجال بعد الاستلقاء أو الجلوس، وذلك لتجنب الإصابة بالدوخة إثرَ تغيير الوضعية؛ إذ يحتاج الجسم بعض الوقت ليتمكن من التكيف مع هذا التغيير.[٣]

اتخاذ تدابير السلامة في الخارج
ينبغي الحرص على اتخاذ بعض التدابير الوقائية التي توفر السلامة في الخارج وتقلل من احتمالية السقوط خاصة لدى كبار السن، ونذكر من هذه التدابير ما يلي:[٤]

إزالة أدوات الحديقة من الطريق.
إزالة الطحالب، والفطريات، والشتلات التي تجعل مسارات الحديقة زلقة عندما تكون رطبة.
إبلاغ الجهات المعنيّة عما إذا كان هناك تشقق في الشوارع.
إصلاح الممرات والأفنية وأسطح المشي غير المستوية أو المكسورة أو المتشققة.
تركيب الدرابزين على السلم للحماية.
وضع علامة على الحافة الأمامية للدرجات؛ كتولينها بطلاء أبيض، حتى يسهل ملاحظتها.
طلب المساعدة من شخص عند الرغبة بالوصول إلى شيء ما على ارتفاع، كالوصول إلى رف في المخزن، أو عند تغيير المصباح الكهربائي على سبيل المثال.
تجنب استخدام السلالم قدر الإمكان والتوجه نحو المصاعد الكهربائية.
الحرص على ارتداء نظارة شمسية وقبعة لتقليل وهج الشمس.

الاستعانة بأدوات مساعدة
يوجد بعض الأدوات التي تساعد كبار السن أثناء ممارسة الحياة اليومية كالمشاية أو العصا، خاصّةً الذين يعانون من ضعف في المفاصل أو العضلات، أما بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من ضعف الساقين فعليهم استخدام كرسي المشي ذو العجلات لتقليل احتمالية حدوث السقوط، مع ضرورة التأكد من أنهم قادرين على التحكم بالكرسي بشكل صحيح.[٣]

الحرص على أن تكون الإضاءة جيدة
تُعتبر الإضاءة الجيدة حول المنزل أمرًا في غاية الأهمية، إذ ينصح بتشغيل الأضواء في حال الرغبة في التجول، كما يُنصح بترك أضواء المدخل مضاءة في الليل، ويمكن تقليل وهج الإضاءة داخل المنزل باستخدام ستائر شبكية أو ستائر على النوافذ، مما يُسهّل الرؤية، وهذا يقلل من احتمالية السقوط.[٥]

الفحص الدوري للبصر والسمع
من الشائع حدوث تغيرات في مستوى النظر والسمع نتيجة التقدم في العمر، وعادةً ما تحدث هذه التغيرات بشكلٍ تدريجي وبطيء دون مُلاحظة وجود مشاكل، نظراً لذلك ينصح بإجراء فحص دوري للسمع والبصر، وفيما يأتي بعض النصائح المتعلقة بهذا الشأن:[٦]

إجراء فحوصات دورية ومنتظمة للنظر والسمع، ويجرى فحص العيون عادة كل سنة إلى سنتين.
مراجعة الطبيب فور ملاحظة وجود مشاكل في الرؤية أو في السمع، كالتشويش، أو الغباش في الرؤية، أو عيون دامعة، أو صعوبة السمع.
ارتداء النظارات والمعينات السمعية بحسب إرشادات الطبيب، والحرص على تنظيفها بشكلٍ يومي.

الحرص على ممارسة النشاط البدني
إنَّ ممارسة التمارين الرياضية أو الأنشطة البدنية بانتظام ينعكس إيجابًا على صحة وقوة العضلات، عدا عن كونها تساعد في المحافظة على مرونة المفاصل والأوتار والأربطة، ومن التمارين المناسبة لإبطاء فقدان العظام بسبب هشاشة العظام: المشي أو صعود السلالم.[١]

تناول الطعام الصحي
يجب الحرص على تناول الطعام بالكميات المطلوبة، إذ إن الحصول على طاقة كافية مهم للحفاظ على القوة والحد من احتمالية السقوط، لذا يُنصح بإبقاء وجبة خفيفة في متناول اليد وتناول وجبات خفيفة على مدار اليوم عوضًا عن الاكتفاء بثلاث وجبات رئيسية فقط،[٧] كما ينبغي على الأشخاص المعرضين للإصابة بالكسور جرّاء إصابتهم بهشاشة العظام أن يحرصوا على تناول الأطعمة الغنية بكميات كافية من فيتامين د والكالسيوم، والالتزام بالأدوية والمكملات التي يوصي بها الطبيب.[٣]

الإكثار من السوائل
إنّ عدم شرب كميات كافية من السوائل يزيد احتمالية الإصابة بالدوخة والتي تزيد من احتمالية السقوط، لذلك يُنصح بشرب من 6 إلى 8 أكواب من السوائل يوميًا.[٨]

مراجعة الأدوية الموصوفة
قد تسبب بعض أنواع الأدوية زيادة خطر السقوط، لذا تجب مراجعة الطبيب بشأن جميع الأدوية سواءً الموصوفة من قبل الطبيب أم غير الموصوفة، فقد يقوم الطبيب بخفض الجرعة أو حتى إيقاف تناول بعض الأدوية في حال استدعت الحالة.[٣]

ما هي الأدوية التي قد تزيد من خطر السقوط عند كبار السن؟
قد تسبب بعض الأدوية في التأثير سلبًا في توازن الجسم، أو قد تسبب الدوخة أو النعاس أو الارتباك، مما يزيد من احتمالية السقوط، ومن هذه الأدوية ما يلي:[٩]

مكملات الكالسيوم.
أدوية الإمساك.
مضادات الاكتئاب.
الأدوية الخاصة بالغدة الدرقية.
المنومات والمهدئات.
المسكنات وخافضات الحرارة.
مكملات حمض الفوليك وفيتامين B12.
بعض أنواع مدرات البول.
الأدوية المستخدمة في علاج القرحة الهضمية ومرض الارتداد المعدي المريئي.
بعض مسكنات الألم من نوع مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs).
بعض الأدوية المضادة للصفيحات ومضادات التخثر المستخدمة لمنع حدوث تجلط الدم.
المسكّنات الأفيونية