الطفل صفحة بيضاء يمكن ان ننقش عليها ما نريد وعلى الرغم من ذلك نسمع ونشاهد ونقرأ عن بعض انحرافات الابناء داخل المجتمع ناتجة من اساليب تربوية خاطئة بعضها صادر عن نوايا طيبة ضلت الطريق بسبب الجهل وبعضها صادر عن ممارسات تسلطية، في هذه الصفحة نعرض بعض المشاكل التي تواجه المربين في محاولة سريعة وبسيطة لايجاد الحلول لها.
طفلتي في الصف الثالث الابتدائي، متفوقة وذكية، لكنها خجولة كثيراً، وصوتها منخفض جداً في الفصل. معلماتها يشتكين من ذلك، ويقلن لي دائماً: خجل ابنتك وصوتها المنخفض سيؤثران في درجات الشفوي. فكيف أجعلها تتغلب على الخجل وتصبح جريئة؟
الحل
أختي الفاضلة:
الخجل قد يكون صفة وليس عيباً، فالحياء خلق الإسلام وفضيلة تساعد صاحبها على الفعل الجميل وترك العمل القبيح. فالحياء لا يأتي إلا بخير، وما أحوجنا اليوم لنشر هذا الخلق في المجتمع.
ولكن هناك فرقا بين الخجل والحياء. وإذا كان الخجل يمنع الطفل من أن يبدي رأيه أو يمنعه من المشاركة الاجتماعية، فعلينا أن نساعده. والخجل يظهر في أشكال متعددة، فالطفل الخجول قد يكون مراقباً جيداً دون المشاركة بالأنشطة التي تدور حوله، وقد يختار اللعب لوحده، وقد يجد صعوبه في تكوين صداقات.
وقد يكون الطفل الخجول حساساً جداً للضغوط المدرسية أو المنزلية. وفي كل الحالات يحتاج إلى التفهم من والديه والقبول لا أن يمارسا الضغط عليه.
ولمساعدتها حاولي اتباع الخطوات التالية معها:
1 - ركزي على مواطن القوة المتميزة لديها مثل الرسم أو الرياضة واهتمي بتقويتها، لأن امتلاك الخبرة بشيء ما يجعل الطفل يتصرف بثقة أكبر.
2 - الطفل الخجول يشعر براحة أكبر في بيته، فعليك مثلاً تشجيعها على أن تقوم بدور المذيعة أو أن تسرد قصة على أسرتها، فيبدأ كل فرد بدوره إلى أن يصل دورها ويكون بصوت عال وجميل حتى تتكون لديها خبرة في الالقاء.
3 - قد تشعر الطفلة بعدم الأمان في الصف بعد سماعها المدرسة مثلا توبخ احدى الطالبات، فيكون رد فعلها الخوف من الاجابة. فعليك الاجتماع بالمدرسة والطلب منها أن تشجع ابنتك أمام الطالبات. فحتى الطفل يحتاج إلى أن نحترمه ونبتسم له حتى يشعر بشعور جيد تجاه نفسه.
4 - احرصي على الا تعلقي على خجل طفلتك في حضورها حتى لا تحرجيها.
5 - ربما يحتاج إليك الطفل لكي تريه نموذجا في كيفية بدء المحادثة أو كيفية الإجابة عن سؤال. فلا تترددي في ان تمثلي أمامها ما يجب أن تفعله.
6 - لا تتحدثي نيابة عنها. فعندما تذهبين معها إلى الطبيب مثلا اجعليها تقول له ما تشعر به. فالأمر يحتاج الى ممارسة.
وأخيراً علينا أن نعلم كآباء أن التنوع هو الذي يضفي على الحياة متعتها، فليس كل الأطفال جريئين ومرحين ونشيطين. فالاطفال الهادئين شديدي الملاحظة لهم أدوار مهمة عليهم تأديتها، ليكملوا صفوف العلماء والأدباء في هذه الحياة.
معادلة اليوم
هذه المرة همسة في أذن كل معلم ومعلمة: العلاقة بين احترام الذات وتعزيز الثقة بالنفس لأبنائنا والتعليم علاقة دقيقة وقوية. فاحرصوا على تعزيز هذا الجانب لديهم بالمهارات والفهم.