قدرة تصويرية أبدعت صورا شعرية مبهرة:
(ابتسامة مرسومة على صفحة فنجان)
( قامة ممشوقة تتراقص على وهج لفاتة تبغ)
(وجه جميل يطل من " شرفة" مرآة)
( امان يسبح في الشرايين)
( ذكريات تتسابق لتتربع على تاج المخيلة)
( دمعة تحفز طريقا على الخدين)…
كثرة حروف الهمس في النص ( فحثه شخص سكت) “ويمكن قياس النطق الصحيح لحروف الهمس بأن يتم نطقها قرب لهب شمعة فإن اهتز اللهب إذن هي تنطق جيدأً” ( قارن هذا مع صورة الرقص على وهج لفافة التبغ !) ، جعلت الموسيقى الداخلية للنص يغلب عليها الهمس ممّا زاد المشاعر رهافة و عمقا..
فنجاني/ تبغي/ مرآتي / شرابيني/ مخيلتي، ثم
عيون/ جنون/ بين/ خدين/ والدين، انتقال من ياء النسبة إلى نون مفارقة ، انتقال بالسؤال من الأنا ( المتملكة ثم الفاقدة و الحائرة) إلى الآخر تعميقا للسؤال و بحثا عن نقطة أمان(استحضار حنان الوالدين).. كما نلحظ أن السؤال “ اين ” صار أكثر حضورا و إلحاحا : ففي بين/ خدين / والدين حضرت “ اين” رسما و صوتا !
في بعض المقاطع ، علامة الاستفهام لم تكن في المكان المناسب خاصة عندما تلي الاستفهام جملة حال و كمثال على هذا:
كيف أهرب منك؟
وابتسامتك مرسومة
على صفحة فنجاني؟
فعلامة الاستفهام الأولى قد تربك القراءة ، و الأنسب - في نظري- الاستغناء عنها او تكرار كلمة “ كيف” في بداية الجملة الموالية لمزيد من الإثارة
فتصبح :
كيف أهرب منك؟
كيف، و ابتسامتك مرسومة على صفحة فنجاني؟
- صورة “المحبوب” تبدو نمطية نوعا ما ( قامة ممشوقة و وجه جميل مبتسم و أمان و حنان) فحبذا لو تعمقت هذه الصورة لتشمل صفات أعمق يصعب ادعاؤها او التظاهر بها !
دام نبض حرفك الفائض رقة و سلاسة و عمقا و جمالا .