يا أسرابَ الذكرياتِ،
هل حانَ وقتُ الرحيلِ؟
أم طافَ حولك النسيانٌ
وأيقظ ليلي الطويلِ؟
نارُ الصمتِ في الأوراق موقدة
تلتهم قافيةَ الشعرِ الأصيل
لمن أهدي بقايا زخات تسيل ؟
أحلامي عاشتْ في الزمن الجميل
هي اليوم خالدة،
وفي القلبِ نبض عليل
قد رحلت أطيار الذكرى
وأعجبها الرحيل
وإنني ها هنا بين الديار
عابر سبيل
يا طيور الهجرة هل تذكرين ماضينا
حين كانت الأحلام تسكن في نوادينا
كم ترددنا بين أوراق الخريف والنَّدى
في زمن كانت الخواطر بين أيدينا
غروبٌ لاح ، والمراكب أقبلت
والسنائن فوق الشطآن هائجة
همسٌ في القلب، والدجى أضناه
وأشرعة تشتهي لعنة العواصف
أين نور الأمس الذي زين أحرفي؟
وأسماء خالدة في هامش الصفحات ؟
كلمات همساتها في مهجتي قابعة
ونبض القصيد في غيابها أخرس خافقي
يا ورد الأمس، هل أينع زهرك؟
أهو القطاف أم حار أمرك؟
جيوش الوهم تجتاح مراكبي
وإنني في غياهب الموج مقاتل
في غفوة البعد يتمتم الحرف أشعارا
وينثر من القصائد هلوسات وأسرارا
غريب في أرض العجائب أحتمي
بأحلامي كالزهر حين يذبل
أيا طيفَ الأمس، هل تعيدُ لنا
زمنَ البراءة، والشوق والأحلام؟
لقد مرّ الدهرُ والقلب مكبل
يرنو إلى ذكرياتٍ، تجلبُ الأوتار
فلا زالَ الأملُ يعيشُ في خاطري
كالنجمِ في السماء، يضيءُ ليلًا حالكا
سائح في دياجير البعد كالبدر
يعانق العلياء والنجم ينتظر
أطوي الصفحات بشوق يعتصر
والبيلسان يسأل عن رقصة المطر
البسمة تحت الضياء لا تجد رحيقها
تعانق الأيام بفجر الحنين وتلبس
حلة العشاق في مواسم العصيان وترحل
وما في الفؤاد غير عطر مودة
نسائم الشوق ترويها قصيدة عذراء
داعبت غيمات الندى في ليلة قعساء
رغم الفراق فاليوم يموج أريجها
كدمعة سالت والبعد كفكف نحيبها
إن كنت مثقل الصدر في سجن بلا قضبان
فالبوح يرتج على طاولة الشجن
يأخذني لشطآن الغروب
حيث نبراس يضيء ليلة الفقدان
بقلمي: سيف الكلمات بتاريخ 6 يوليوز 2024