النقل المائي ممّا لا شكّ فيه أن الإنسان يحاول بشتى الطرق أن يستفيد من البيئة المحيطة في التنقّل من مكانٍ لآخر، وبعد أن استطاع أن يستغل الطرق البرية بكافة الأشكال وابتكار الوسائل المتنوعة للتنقل؛ وجد أن بعض الطرق المختصرة تحتاج إلى عبور المياه سواءً كانت هذه المياه بحراً أو نهراً أو بحيرةً، فلجأ إلى البحث عن وسائل النقل المائية لعبور هذه المياه.أوّل من لجأ إلى استخدام وسائل النقل المائية المتعددة هي الدول الساحلية التي تحيط بها المياه أو التي تكثر في أراضيها المياه مثل الأنهار، ومن ثمّ تبعها المصريون القدامى، ثم تبعهم الفينيقيون، والإغريق، والرومان. كان التنقّل عبر البحار والمُحيطات في البداية خطراً ومخيفاً نظراً لعدم تطوّر الوسائل الآمنة في الإبحار، فتحطّمت الكثير من هذه الوسائل وأدّت في وفاة الكثير من الناس، كما أن بعض المبحرين ضاعوا أثناء الرحلة وانقطعت بهم طرق الاتصال فلم يُعرف مصير راكبيها. لم يقتصر النقل المائي على نقل الناس من مكانٍ لآخر وإنما استفاد السكان من نقل البضائع ممّا نشّط التبادل التجاري بين سكان المناطق المختلفة.