قام فريق من الباحثين بقيادة الدكتورة شيانغ هونج جاسمين زهو (Xianghong Jasmine Zhou) الحاصلة على الدكتوراه في علم الأمراض والطب المخبري من جامعة ديفيد جيفين للطب (David Geffen) بإحداث تقدم واضح ومهم في تطوير اختبار الحمض النووي عديم الخلية (cell-free DNA- cfDNA) والذي يُعرف أيضًا بالخزعة السائلة (Liquid biopsy).

يحمل اختبار الحمض النووي الخلوي الحر إمكانيات كبيرة في اكتشاف الأمراض ومتابعتها، ومع ذلك، ولكن لا تزال التقنيات الحالية غير دقيقة إلى الحد الذي يميز النسيج  أو مصدر الحمض النووي عديم الخلية الذي يظهر في نتيجة الاختبار، إذ بمجرد معرفة النسيج أو العضو المرتبط به، فإن هذا سيساعد إلى حدٍ كبير في التشخيص، وهنا تبرز أهمية هذا التطور الذي أحدثه فريق الباحثين حيث حددوا أنماطًا معينة للتمتيل (Methylation) فريدة لكل نسيج، مما يمكن أن يساعد على تحديد النسيج أو العضو المعين المرتبطة بالحمض النووي، بما في ذلك تحديد مصدر أجزاء الحمض النووي الخلوي الحر التي يتم اكتشافها في هذه الاختبارات.

وفي الدراسة الجديدة التي نُشرت في مجلة (Proceedings of the National Academy of Sciences- PNAS) وهي مجلة تابعة للأكاديمية الوطنية للعلوم (NAS) تخضع لمراجعة وتقييم الخبراء قام الفريق بتطوير أطلس شامل عالي الدقة لعملية التمتيل، وذلك بالاستناد إلى مجموعة بيانات واسعة تتضمن ما لا يقل عن 521 عينة من الأنسجة غير السرطانية، والتي تُمثل 29 نوعًا رئيسيًا من أنواع الأنسجة البشرية، وأطلقوا عليه اسم (cfSort).

وقد نجح منهجهم هذا (cfSort) في تحديد أنماط التمتيل الفريدة من نوعها لكل نوع من الأنسجة، وتأكدوا من صحة نتائجهم هذه من خلال الاستعانة بمجموعات من قواعد البيانات الإضافية.

وقد أوضح الباحثون التطبيقات السريرية لمنهج (cfSort)، والفوائد الواعدة في توظيف هذا المنهج للاستعمالات الآتية:

فيديو قد يعجبك:

المساعدة على تشخيص الأمراض.
مراقبة الآثار الجانبية المترتبة على العلاجات المتبعة.
ومن خلال استخدام cfSort لتقدير كمية الحمض النووي من مختلف الأنسجة، كان بإمكانهم التنبؤ بكيفية استجابة المرضى للعلاج.

ووفقًا للمؤلف الأول للدراسة (Shuo Li) فقد استطاع منهج (cfSort) التفوق على الأساليب الحالية؛ حيث كان أكثر دقة في تقدير كميات الأنسجة، وكشف حتى الكميات الصغيرة من الحمض النووي المتخصص لكل نوع من الأنسجة. بالإضافة إلى ذلك، كان دقيقاً في التعامل مع الاختلافات النسيجية بين الأفراد، مما يعني إمكانية تطبيقه على نطاق واسع بين الأفراد.