يلاحظ الناس تغيرات ملموسة في حالة الطقس خلال الفترات الأخيرة، بفعل التغيرات المناخية.

ارتفع متوسط درجات حرارة الكوكب عن عصر ما قبل الصناعة بنحو 1.2 درجة مئوية، ومن المتوقع أنّ تزداد الحرارة أكثر فأكثر في ظل ظاهرة الاحتباس الحراري.

وعدم اتخاذ العالم لخطوات سريعة تحد من هذا الارتفاع في درجات الحرارة، هو ما دفع المفاوضين في مؤتمر الأطراف الواحد والعشرين (COP21) في باريس إلى الخروج بهدف الـ 1.5 درجة مئوية، وهو هدف عالمي بألا يزداد متوسط حرارة الأرض عن 1.5 درجة مئوية بحلول 2030. وتتبع هذه الزيادات في درجات الحرارة، تغيرات في أنماط الطقس، الذي يؤثر بصورة مباشرة على حياتنا، وقد يصبح أكثر تطرفًا بما لا يتلائم مع حياة البشر.

ما الفرق بين الطقس والمناخ؟

عادةً ما يخلط الناس بين الطقس والمناخ؛ إذ يُشير الطقس إلى الظروف الجوية خلال فترة زمنية قصيرة، بينما المناخ هو متوسط الطقس اليومي في منطقة معينة خلال فترة زمنية طويلة نسبيًا، قد تزيد عن 30 عامًا.

كيف يتأثر الطقس بالتغير المناخي؟

تُشير الدراسات العلمية إلى أنّ التغيرات المناخية الناتجة عن الأنشطة البشرية، تحفز الظواهر الطقسية المتطرفة، وتجعلها أكثر شدة، الأمر الذي دفع بعض العلماء من جامعة بورتلاند الحكومية؛ لإجراء دراسة للبحث في كيفية تأثير المناخ الحالي على أنماط الطقس. وبما أنّ المناخ يشتمل على البرودة والدفء؛ واتجاه المناخ الحالي نحو الاحترار العالمي، ركزّ الباحثون على مدى تأثر أنماط الطقس في ظل هذا الدفء. وخلصوا إلى أننا سنواجه طقسًا أكثر دفئًا، وقد يكون أكثر رطوبة في بعض الأحيان، ونشروا ما توّصلوا إليه في دورية «جورنال أوف كلايمت» (Journal of Climate) في 22 سبتمبر/أيلول 2023.

استخدم الباحثون نماذج التعلّم الآلي؛ للكشف عن مدى تغير أنماط الطقس شمال غرب المحيط الهادئ في ظل الاحترار العالمي، ووجدوا أنّ أنماط الطقس تصبح أكثر حرارة في فصل الصيف، وستكون هناك زيادة في هطول الأمطار فوق شمال المحيط الهادئ في معظم الفصول ما عدا الصيف. وستصبح القباب الحرارية أكثر سخونة في المستقبل الدافئ.

كيف يؤثر الطقس على حياتنا؟

تُقدم برامج تنبؤات الطقس نصائح للمسافرين وخطوط الطيران ونصائح للناس عمومًا من أجل اتخاذ التدابير اللازمة للتعامل مع طبيعة الطقس خلال فترة معينة؛ وهذا يعني أنّ حياتنا اليومية قد تتأثر فعلًا باختلاف أنماط الطقس المختلفة، والتي تشمل: درجات الحرارة -المرتفعة أو المنخفضة- والأمطار وفترة التعرض لأشعة الشمس والعواصف والفيضانات وغيرهم. هذه الأنماط جميعًا تؤثر بشكل ما على حياتنا اليومية ومحاصلينا وحالتنا المزاجية ونشاط أجسامنا والصحة العامة، وقد يعرقل حركات النقل والصيد والأعمال الأخرى، ما ينعكس بالسلب على الاقتصاد العام.

تتسبب بعض أنماط الطقس في كوارث وخسائر في الأرواح والممتلكات؛ وأبرز الأمثلة على ذلك الفيضانات والإعصار وموجات حرارية القوية، وغيرهم، لذلك، يحتاج البشر لاتخاذ خطوات حازمة وجادة للتصدي لتلك المخاطر؛ فعادةً ما تدفع الثمن المجتمعات الهشة.