السلام عليكم
لطالما قابلنا في الحياة أشخاصا يدعوننا للنصيحة و تغيير بعض الأفكار كي تطيب النفس و تتغير للأفضل ، منهم من هم أصدقاء أو مقربون و أحيانا غرباء تجمعنا بهم الصدفة.
فهل حقا كل ناصح هو أهل بذلك ؟ ما مدى مصداقية نصيحته أو فتواه ؟ وهل يا ترى هو يعمل بها أم أنه يزعم ذلك ؟
ما يثيرني أحيانا أنك تصادف شخصا يوجهك نحو طريق أو يحاول نهيك عن بعض الأمور التي ربما تقوم بها لكنك تجده شخصيا لا يطبقها أو أنه يريد تجريبها فيك.
فيقول لك مثلا يا فلان دعك من البحث العلمي و الدراسة و توجه نحو سوق الشغل لعلك تضمن قوتك بدلا من تضييع الوقت في دراسات لا تنفع ، بينما حينما يكبر أولاده و يصبحون في سنك يدفع أموال طائلة كي يكملون دراساتهم الجامعية و يصلون أعلى المراتب.
فهل هذا النوع هو حاسد ؟ أم موسوس كالشيطان ؟ أم أنه يريد فقط التأثير عليك حتى يتلاعب بك كيفما شاء مستقبلا ؟
بصراحة لا أفهم جيدا هذا النوع من الناس فبأي حق تصل لدرجة التلاعب بالمشاعر و المخططات الشخصية للفرد ؟
أما النوع الثاني فهو أخطر شرا و نفاقا ، يرتدي ثوب القنوع و الملتزم أمامك حتى تحترمه و يصبح ذو مكانة غالية عندك فيبدأ بالتطفل عليك و نهيك عن أمور لا تخصه
و يحرم ما يشاء بينما يحللها لنفسه و مقربيه ، يقول لك مثلا لا ترتدي الملابس الفاخرة من ماركات أجنبية هذا بدخ و حرام بينما هو يذهب كل صيف للتنزه في دولة أجنبية أو يشتري سيارة فاخرة و يقول لك هذه وسيلة نقل فقط قل تبارك الله ما شاء الله ، و بعضهم ينهيك عن التصوير و مصافحة النساء و سماع الموسيقى بدون وجه حق كأنما حياتك ملك له بينما هو يفعل نفس الأمر خفية ويتظاهر بأنه ملاك أمام الناس أما ما خفي كان أعظم.
ولنا في هذه الأشكال من الناس حكايات غريبة و عجيبة في بشر تملكوا حياتنا دون حشمة و أعطوا لأنفسهم الحق في الاختيار مكاننا بينما حين تنعكس الأدوار ستفهم الغايات.
تحياتي لكم
