*** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** ... بقلمي
آخر
الصفحة
بيدبا الحكيم
  • المشاركات: 671
    نقاط التميز: 1455
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
بيدبا الحكيم
كاتب قصصي في منتدى القصص القصيرة
المشاركات: 671
نقاط التميز: 1455
معدل المشاركات يوميا: 0.1
الأيام منذ الإنضمام: 5647
  • 11:48 - 2023/05/31

 

      عزم أحد الحكماء أن يترك بلده ويسافر بعدما امتلأ بالحمقى والمغفلين ، لعله يجد حكيما مثله يتجاذب معه أطراف الحديث ، وينفع كل منهما الآخر بحكمته 

 ومعارفه ... لم يكن الأمر سهلا كما توقعه ،لكن لحسن حظه بعد سفر شاق وطويل لمح قرية نائية بمنطقة ذات مناظر خلابة ، فتوسم خيرا ...

معتمدا على عصاه حث الخطى حتى يصل إليها قبل حلول الظلام ، كانت شبه خالية ، فقد كان هناك تجمع مهم لسكانها في وسطها ، جلس فوق تلة قريبة ،

فرأى جمعا غفيرا يجاوز المائة ، ينصتون باهتمام لأحدهم ، وهو يتكلم بصوت جهوري ليسمع الحضور بجانبه رجلان ...

 

 - أصدقائي ! اجتمعنا اليوم لنناقش من جديد فكرة انتخاب قائد لنا ، وقد كان قراركم بالإجماع رفض الفكرة التي طرحها العضو رقم 6 في العام الماضي ..

والآن سيقترح علينا العضو رقم 7 فكرته ، وسنناقشها العام المقبل في مثل هذا الوقت والمكان !!!

   كاد الحكيم أن يغمى عليه من هول ما سمعه ، وهرول مسرعا هاربا بكل قوته من هذه القرية الحمقاء !!  وهو يشتم ويندب حظه الذي أوصله إلى هذا المكان 

الموبوء : 

- تبا لكم أيها الحمقى ... تبا لكم .. آآآآآآآآآآآه يا إلهي ارحمني ...

كان يجري بشكل عشوائي ويتعثر ، والغبار يتصاعد وراءه ، وكأنه يهرب من فيروس خطير جدا .. و بينما هو كذلك في تلك الحالة المزرية لمح غبارا يتصاعد 

من الجهة المقابلة له ، وسمع أصواتا منخفضة مبهمة لم يتبين معناها ، توقف عن الجري ، و أصغى جيدا ، فسمع صوتا أنثويا تطرب له الأذن : 

- تبا لكم أيها الحمقى ... تبا لكم  .. آآآآآآآآآآآآآآه يا إلهي ارحمني  ... تبا لكم ..

ضحك بشدة ، وخبط الأرض برجليه ، ورمى عصاه عاليا ، وصرخ بصوت عال :

- انتظري ... توقفي ... انتظري ...

كان يعدو بحماس شديد ، كأنه شاب في مقتبل العمر ، وهو يصرخ في نشوة كبيرة : 

- شكرا لكم أيها الحمقى ... شكرا لكم  ... شكرا لكم أيها الحمقى ... شكرا شكرااااااااا .....

 

                                                                     ....  تمت ....

 *** شكرا لكم أيها الحمقى !!!! *** ... بقلمي
بداية
الصفحة