حياة مُسَطَّرَةٌ بعناية فائقة.. تلك حياتنا
فقد وُلدا كلٌّ في مكان..
ثم في نقطة من الزمان، التقيا في مكان ثالث..
فعقد الراعي بينهما عقد اللقاء الموحِّد
الذي أقاما به في بيت مستقل
ما لبث أن استقبل أنفساً ثلاثاً
صار لكل منها كيانه الخاص المتميز..
وجاء الواحد تلو الآخر وهو يتأبَّط ملفَّه..
ودارت عجلة الزمن دوراتها،
فشبوا،
وتخرّج كل من المسار الذي سار فيه
بالشهادة التي فتحت له أبواب العمل..
ثم تتالت لحظات اللقاء،
فكان لكل من الثلاثة الشق الذي أتمّه وأكمله..
وبدأت مع كل منهم قصة مساره الجديد..
والذي رسم دروب هؤلاء هو عينه من رسم سبيل والديْهم،
ومن سبقهما من النسل المتصاعد إلى الجدين الأعليين..
فهي حياة مُسَطَّرَة بعناية فائقة،
حتى لكأنما الراعي متفرغ لها وحدها دون سواها من الحيوات..
ومع ذلك، ففيها نقط الاختيار،
ومسؤولية الفعل،
وخطوات استحقاق الجزاء،
ومنازل المآل..
فإن هناك لتآلفاً يَدِقّ على العيان،
بين إتيان الفعل
والسير في الطريق المرسوم بالمسطرة والمثلث والبركار..
ذاك هو السر الذي لا يناله نائل غير الراعي وحده لا شريك له فيه..
وحقاً حقاً،
تلكَ تلك حياتنا،
فما أغربها،
وما أعجبها من حياة !!...
فهل ترى ما أراه،
أم لك رؤية أخرى؟!