الإسم, العنوان, المدينة, الولاية, الجنس, الطول ولون الشعر, تاريخ الميلاد, ورقم البطاقة
هذا كل ماتحتوي عليه بطاقتي الشخصية في بلدي الذي أعيش"أمريكا"
أحاول أن أجد خانة المهنة ولكن محاولتي طريقها الفشل,لأنني لا أجد تلك الخانة لا في البطاقة
ولا في جواز السفر ولا حتى في رخصة القيادة !
وبمجرد أن أسافر إلى بلدي ليبيا وأستخدم أوراقي الشخصية الخاصة بي هناك أجدها في كل
مكان تلاحقني ولا أدري لماذا؟
حاولت أن أجد عذراً مقبولاً للذي اخترعها حتى وصلتني رسالة على الإيميل يوجد بين سطورها
جواب شافٍ لذلك التسائل الغريب ..
يقول كاتب الرسالة أنه التقى ببعض الأطباء والمهندسين في بلده وأنه سألهم عن سبب وجود
خانة المهنة بين أروقة البطاقات وجوازات السفر في العالم العربي وهل يمكن أن تلغى فأجابوه اجابة جماعية:
لا يمكن ذلك أبداً .. وعندما سألهم عن السبب؟
قالوا له وكيف يتم التمييز بيننا وبين أي عامل عادي أو موظف بسيط !
أسميتها بالطبقية الحمقاء .. نعم وربي إنها لحمقاء وأكثر من ذلك، لأنها تمييز وعنصرية وتقييم للإنسان
بمستواه التعليمي والوضيفي ليس إلا، بغض النظر عن إلتزامه وصفاته ونبل أخلاقه ..
قد تساعد خانة المهنة الوزراء والأطباء وأصحاب المكانه المرموقة في المجتمع لأنهم يبرزون تلك البطاقة
وهم في كامل الثقة أن خانة المهنة تشفع لهم أخطائهم ومخالفاتهم وتميزهم عن باقي أفراد المجتمع
بينما يتضرر كل مواطن بسيط من ذلك..
للأسف جهل واسع انتشر بين أفراد مجتمعنا العربي حتى قيم الإنسان بكلمة مخطوطة داخل بطاقة ورقية
ღ♥ღ تطلعات وأماني ღ♥ღ
أتمنى أن تتعدل خانة المهنة داخل فكر وعقل كل أفراد المجتمع إلى:
الوزير مهنته تلبية احتياجات المواطنين ومراعات مصالحهم
الطبيب مهنته معالجة المرضى والسهر على راحتهم
المهندس مهنته هندسة مشاريع البناء ومخططات الطرق وكل أعماله وفق المواصفات المطلوبة
المدرس تربية الأجيال وتعليمهم العلم النافع
الطالب طالب للعلم يحترم مدرسيه وزملائه
عامل النظافة توفير المكان النظيف ليعيش فيه هو وغيره من أفراد المجتمع
وإلى آخره من المهن والأعمال المطلوبة..
إذاً هي منظومة واحدة داخل المجتمع كل منا يساهم في أن تسير بدقة وانتظام من دون أي خلل
وفي حال انتشرت الطبقية والعنصرية بين أفراد تلك المنظومة فاعلم أنه لن يتوفر مجتمع محب خلوق
خالي من المشاكل والهموم.
أَتُنْكِرُ مَانَطَقْتُ بِهِ بَدِيهاً وَلَيسَ بِمُنْكِرٍ سَبْقُ الجَوَادِ