عــوالـــق فـــي ذاكــرة طـالــبـــة
نشأت في أسرة محافظة جدا ، كانت علاقتي بأبي تقتصر على توفير مستلزمات
الحياة و الدراسة ، ابتسامته في وجهي قليلة و حديثه لي عن أحوالي جد مقتضبة ،
كانت بيننا فجوة كبيرة تحول دون ذلك ، ليس لأن أبي لا يحبني ، و لكن هذه هي
شخصيته ، شح في التعبير ، و في المقابل تضحيات جسام من أجل إسعادي.
في بيتنا كان الكلام عن الحب من المحرمات ، والتحدث مع الفتيان من المحظورات
و كانت هذه الأمور من المسلمات التي لا تقبل النقاش ، لم أكن أدري لماذا ، و ما
عليّ سوى الالتزام بها ، و عندما أكون في الثانوية أحس بغربة تقتلني ، فصديقاتي
جلهن يحادثن زملاءهن دون أدنى حرج ، كثرت الأسئلة في ذهني ، و تشوش
فكري ، لأني وقعت بين مطرقة قوانين البيت الصارمة و سندان المجتمع المختلف.
مشكلة عويصة طالما أرقتني و سلبت مني الراحة النفسية ، لأني لم أجد من
يحاورني ليجيب عن أسئلتي و يبدد حيرتي.راودني إحساس بأني غير طبيعية
فاستسلمت لتيار المجتمع الجارف ليلقي بي في زمرة صديقاتي.
كنت كلما خرجت من البيت أزلت خماري ووضعته في محفظتي و طويت
سروالي كي أغري الشباب بساقاي ، و آخذ المساحيق و المرآة لأزين محيّاي،
لكن عند العودة للبيت أرجع كل شيء إلى ما كان عليه قبل الخروج.استمرت
الأمور على هذا النحو مدة دراستي بالثانوية ، لكن عندما سافرت للدراسة
بالجامعة تمتعت بكل حريتي في فعل ما يحلو لي ، فأنا بعيدة عن رقابة والدي.
محاور النقاش :
1 تعليق على القصة و ما ورد فيها .
2 هل العنف الأسري و الضغط المفرط يقوّمان سلوك الفتاة؟
3 ما هي أسباب غياب الحوار الأسري؟
4 هل فعلا يعتبر الحديث مع الأب في موضوع الحب من الطابوهات؟ وهل
كونه كذلك يعفيه من النقاش و التحاور حوله ؟
5 ماهي الوسائل الناجعة لتقويم سلوك الفتاة ؟

|