المحبة والهدية.. وجهان لعملة واحدة
آخر
الصفحة
فجر السلام
  • المشاركات: 841
    نقاط التميز: 1960
كاتب مميز
مناقش جاد
فجر السلام
كاتب مميز
مناقش جاد
المشاركات: 841
نقاط التميز: 1960
معدل المشاركات يوميا: 0.9
الأيام منذ الإنضمام: 961
  • 20:07 - 2023/05/31

المحبة والهدية.. وجهان لعملة واحدة

 

عجبتُ لمُحِبٍّ يذهل عن قرن محبته بهدية لمن يحب..

 فلكأنما المحبة لديه عبارة عن مشاعر وعواطف فحسب..

 وإنما المحبة فيض على النفس، وفيض منها على الشخص المحبوب..

 

فلعلك تسأل: وما أهديه؟

 فإن قيل لك: الأعز فالأعز مما تصله يداك ويدخل في دائرة ملكيتك..

 فإنما الهدية ذات القيمة العالية

 تعبير عن منزلة المحبة السامية..

 

والهدية مادية ومعنوية..

 فالمادية ما امتلكتَه مما تعتز به نفسك أسمى اعتزاز..

وأما المعنوية فإهداء المكنون من أسرار الذات والنفس للمحبوب..

 فعلى قدر التصريح تذوب صحاف الثلوج وطبقات الجليد

بين القلبين المتحابين المتصافيين،

 متبادلي النبضات،

 كالصوت والصدى في فضاء بدون مؤثرات..

 

فإن كان للهدية كل هذه المكانة،

فإذا كانت المحبة وجه العملة،

 فالهدية قفاها، ولا ريب..

 

فما أكبر تقصير المحب الذي يكتفي بمحبته

ويغفل عن قرنها بهدايا

 تكون في مستوى التعبير عمَّا يعتمر القلب من حب !!..

 

 وليس الأمر مقصوراً على هذين الكائنين المتحابين فحسب،

بل إنه ليتجاوزهما إلى غيرهما من الناس..

ودونك مثل الكنَّة التي حوّلت بهداياها الجفاء إلى توادد وصفاء..

فلقد لمست التغيير في سلوك أم زوجها،

سيدة البيت الكبير،

عقب الهدية الأولى..

فلما كانت الثانية، زاد اللين والميل درجات..

 أما الثالثة فأطلقت ضحكات الفؤاد..

 وعجبت الكنة لحالها؛

فكيف غاب عنها هذا الحل السحري

والذي هو لم يتجاوز لديها تلفيف الطلب في عبارات

 وتقديمه للزوج الذي ينفذه مسروراً،

فتقدم الهدية مشيَّعة ببسمات وكلمات

 تقلل دوماً قدْرَ ما تقدمه،

 وتعد بالأفضل،

 فإذا جمر التباعد قد خمد،

وإذا السيدة تتطاوس وكأنها تتنقل في بلاط!..

 

 تذكّر!

متى كانت آخر هدية قيّمة قدمتَها لمن أنتَ له؟

فإن بعد العهد بها،

 فأقدم وقدّم

ولا تفسح مجالا لتردد،

ولا أقول لك بعدها: تربت يداك!!


*


إذا كان لي أن أسأل،

 فسؤالي سيكون عن المانع الذي يجعلنا نتباخل

 في تقديم الهدايا

لمن صار منا قرين الروح في الحياة..

 

فما جوابكم إخوتي الأعزاء رواد منتدانا المتفرد؟


*

 المحبة والهدية.. وجهان لعملة واحدة
بداية
الصفحة