أنَا ضدّ فكرة الكتابة عن نفسي في المدونة ، لذلك لم يسبق ان كتبتُ عن نفسي ـ
بل ما أميل إلى كتابته أكثر هي المواقف و الاحداث ـ و هي كفيلة بكشف خبايا نفسي ـ التي إن تحدثتُ عنها فلن أكون صادقةً ـ و إن كنتُ كذلك فعلًا ــ
لكنني هذه المرّة ، سأخرق القاعدة ، و سأكتبُ عنّي ـ
لن أكتب معلوماتٍ عني ـ كاسمي و عمري و غيرها ـ لذلك فإنّني لن اخرق القاعدة تماما ـ،
سأكتفي بكتابة جانبٍ منّي ـ
لستُ تلكَ الفتاة الجميلة ، التي تسحر الناظرين إليها ـ
و لستُ الفتاة القبيحة التي ينفر الجميع منها ـ
انا عاديةٌ ـ حدّ الملل ـ،
و لعلّ شكلي البسيط جدًا ، جعل الاخرين ينظرون إليّ بنظرات استخفاف ، و يندهشون عند أوّل حديث
حيث لطالما ردّدوا ـ " لم أتوقع ان يختفي عقلٌ كهذا خلف شكلكِ"
لكنني بالمقابل ـ أعجب البعض ، و السبب في ذلك عينايَ الواسعتان ،
جميعهم قالوا أنّ في عينيّ بريقًا غريبًا ـ و أنّهما يفيضان براءة ،
و ردّدوا أنّ وجهي ملائكيٌ ـ
لم أكن أعجب الاخرين ـ ليس لأنني عادية ، بل لأنّ ملامح وجهي ، مازالتْ تحمل براءة الطفولة -على حد قولهم- ؛
حتى أخي الأكبر ، دائما يقول لي : "لن ينظروا إليكِ على أنكِ امراة ، بل أنتِ أشبه بطفلة صغيرة"
لم انزعج من ذلك أبدًا ،
فليس ثمّة اجمل من نقاء الطفولة ـ
لكنّني ـ صرتُ أكره البراءة المرتسمة على وجهي ـ
لأنّهم كلما صُدموا بردّ فعلٍ صارمٍ منّي ـ يردّدون في دهشة :"و تباني ملايكة !!"
أيّ أنني أظهر بمظهر الملاك ـ و لكنّ أفعالي عكس ذلك ـ،
في البداية شككتُ في نفسي لفرط سذاجتي
و صرتُ أرى أنني سيئةٌ جدا ـ و أسوأ من أيّ شخص آخر
لكن من يعرفونني حقا ، كانوا يردّدون : "إذا كنتِ سيئة ، فكيف نكون نحن؟"
جميعهم ردّدوا أنني "نقية القلب" ـ "ملائكية" ـ وَ "نيّة" ـ
فحمّلوني ما لا طاقة لي به ،
فانا ـ أطمح للمثالية في تعاملي مع الاخرين ـ و أريد أن اسعدهم جميعا و لو على حساب سعادتي
اعتادوا ان اتنازل عن كل شيء لأجلهم ـ و أن اعتذر ، حتى إن لم أخطئ ـ
و حينَ فاضَ قلبي بما فيه من ألمٍ سببوه لي ـ
واجهتهم ـ فصدموا ، و اعتبروني قاسية معهم بل و عديمة المشاعر ــ "بلَا قلب"
أذكر انني مررتُ بمرحلة ، كنتُ فيها أبكي دائمًا ـ
لشعوري بالعجز عن فعل اي شيء ـ
فإذا كان ما فعلته -و هو كثير- لم يكفِ لأكون جيدة في نظرهم ـ فلماذا أتكبد عناء تغيير نظرتهم السيئة تجاهي ؟
مادمتُ "سيئة" و إن كنتُ "جيدة" ــ
لذلكَ ، استسلمتُ ـ و تركتهم و أفكارهم و نظرتهم لي ـ
و ابتعدتُ عنهم ـ
حينها فقط ـ سمعتُ -متأخرةً- أحاديثًا كانت تدور بينهم ـ
رددوا فيها : "انها ملحّة ، و مزعجة ، لكنها نقيةُ جدا " ..
فهمتُ السبب الذي جعلهم يقولون "ملحّة و مزعجة" و هو انني أفرطتُ في الاهتمام ـ،
أما " نقية جدا" ـ فقد رسمتْ تساؤلاتٍ أخرى في مخيلتي ـــ
هم يرون انني نقية حقا ـ إذن ، فلماذا ردّدوا أمامي أنني سيئةٌ جدا ؟؟
علموا انّني اهتم حقا ـ
فآلموني ـ قاصدين ذلك ـــ؛