غني عن القول أن وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقرؤة أصبحت جزءا من حياة الناس مثل الماء والهواء، وغدت هذه الوسائل من تلفاز وإذاعة وإنترنت وصحافة وفضائيات ذات تأثير قوي في صناعة شخصية الفرد وأصبحت هي الموجه الأول لفكر الفرد واعتقاداته
من هذا المنطلق أصبحنا حاليا نعيش مرحلة صعبة في تربية الأبنا بسبب التناقض بين ما نربي أبناءنا عليه وبين ما يعرض في وسائل الإعلام الأمر الذي يحدث للناشئة نوعا من التشتت والضياع، وبالتالي يجد الطفل نفسه تائها بين ما تعلمه في المدرسة أو المنزل وبين ما يتلقاه من وسائل الإعلام المختلفة والتي في أغلبها للأسف ليست في مستوى المسؤولية التي تؤهلها للقيام بعملية التربية، ويمكن لنا أن نتصور حجم الخطر الذي يحدق بأبناءنا إذا علمنا أن الطفل يقضي من خمس إلى ست ساعات يوميا أمام شاشة التلفاز ، بمعنى أن تأثير الإعلام - تربوياً- على الطفل يشكل ما نسبته أربعين في المائة وأن ما يقرب من أربعة أعشار المفاهيم التربوية والأخلاقىة والسلوكية والمعتقدات مصدرها الإعلام والباقي مصدرها المنزل والمدرسة والجيران والمجتمع
إذا من الذي يربي أبناءنا نحن أم وسائل الإعلام ؟
من هنا أصبح الإعلام أمانة ومسؤولية، والمؤسسة الإعلامية كالمؤسسة التربوية من حيث أثرها في تشكيل بنية المجتمعات ورسم ملامحها، وقد يتفوق أثر المؤسسة الإعلامية على التربوية نتيجة عوامل مختلفة، منها طبيعة المادة التي تقدمها كل منهما ومدى مناسبتها لأهواء المتلقين. وتنوع أشكال المؤسسات الإعلامية، ومرافقتها لأفراد المجتمع في مختلف الأوقات والأماكن بعكس المؤسسة التربوية مما يستوجب استثمار الإعلام في توجيه شبابنا نحو ما يعود بالخير والنفع على مجتمعاتهم وأوطانهم .
أولا : الإعلام وأهميته :
لعل أبرز مظاهر عصرنا الراهن أنه عصر ثورة المعلومات والاتصالات، هذه الثورة التي تركت علامة فارقة في تاريخ الحضارة البشرية وتقدم الإنسان.
وقد تميزت ثورة المعلومات هذه بظهور قنوات اتصال جديدة لا تعرف حدوداً ولا حواجز، فظهور البث الفضائي والانترنت والاتصالات الفضائية، حولت العالم إلى ما يشبه القرية الصغيرة
هذه المستجدات جعلت العالم أمام صناعة جديدة، إنها صناعة الإعلام، وأصبح الإعلام عصب التطور في عصرنا الراهن . من هنا يبرز دور الإعلام في مجتمعنا العربي الذي لم يقدم الكثير في ثورة المعلومات والاتصالات هذه، بقدر ما كان مستهلكاً ومستورداً لهذه التقنيات ومن المؤسف القول بأن وسائلنا الإعلامية لم تتمكن من أداء دورها المطلوب في التربية والتنشئة
1- تعريف الإعلام :
الإعلام لغة: هو التبليغ والإبلاغ أي الإيصال، وفي الحديث: "بلغوا عني ولو آية"، أي أوصلوها غيركم وأعلموا الآخرين
التعريف: كل نقل للمعلومات والمعارف والثقافات الفكرية والسلوكية، بطريقة معينة، خلال أدوات ووسائل الإعلام والنشر
2- وظيفة الإعلام :
1- الأخبار 2- الإعلام والتعليم 3- ترابط المجتمع ونقل تراثه 4- الترفيه
5- الرقابة 6- الإعلان والترويج 7- تكوين الآراء والاتجاهات
3- أهمية الإعلام:
( له أهمية كبرى على مستوى: الفرد، الأسرة، المجتمع، الدولة، الأمة، العالم . وفي جميع مرافق الحياة الإنسانية: التربوية، والثقافية، والإجتماعية، والصحية، والإقتصادية، والسياسية، وغيرها )
- وسائل الإعلام جزءاً رئيساً في حياتنا اليومية.
- اقوى ادوات الاتصال العصرية التي تعين الفرد على معايشة العصر والتفاعل معه
- من أهم الوسائل الحديثه في مخاطبة المجتمعات الانسانية
- ترجمة التوجهات الاجتماعيه بمختلف المشارب الفكريه وتفعيل الحراك السياسي والمشهد
الثقافي والنتاج الفكري والابداعي
- شرح القضايا وطرحها على الرأي العام من اجل تهيئته اعلاميا
- بناء الدول اقتصاديا، واجتماعيا، وسياسيا وثقافيا وفكريا
- التأثير على القضايا السياسية والإقصادية والثقافية والفكرية
- العلم بما يجري في العالم من أخبار وأحداث وتطورات والتفاعل معها
- التبادل الثقافي والحضاري والمعرفي بين الدول والشعوب والتفاعل فيما بينها
- بناء القناعات والاتجاهات والمعتقدات عند الأفراد والجماعات
- في القرن الحادي والعشرون أصبحت الكلمة الاولى للإعلام في ظل ثورة الاتصال والمعلومات
ثانيا : دور الإعلام في تنشئة الأجيال :
لا يختلف اثنان على أهمية الدور الفاعل لكافة وسائل الإعلام في تنشئة الأجيال وإنما الإختلاف حول : متي يبدأ الدور الحقيقي لمؤسسات ووسائل الاعلام المختلفة في مجال اهتمامها بالناشئة؟
سؤال يتردد كثيراً، خصوصا بين المهتمين بأمر الطفل، والمشتغلين ببحوث الاعلام، فهناك من يري أن الدور الحقيقي لوسائل الاعلام يبدأ مع الطفل عندما يصل الي مرحلة الادراك، وفريق آخر يعتقد ان هذا الدور يسبق هذه المرحلة بكثير، اذ يبتديء من مرحلة تعليم وتثقيف الوالدين، حول الكيفية التي تساعدهما في انجاب طفل معافي، عند حدوث الحمل وتمتد بعد ذلك ادوار وسائل الاعلام في توجيه الابوين حتي تصل الي المرحلة التي تخاطب فيها الطفل مباشرة.
وهنا تبرز أهمية البرامج الاعلامية الموجّهة للطفل بتأثيرها الكبير واسهامها الفاعل في تكوين الطفل، ومن ثم الاسهام في بلورة اتجاهاته وقدراته وسلوكه بما يخدم أهداف المجتمع.
المؤثرات (التربوية) على الناشئة :
( المنزل ، المدرسة ، الشارع ، المجتمع ، وسائل الإعلام )
·وسائل الإعلام : هي ادوات التواصل الجماهيرية بين النشئ والعالم الخارجي وقد تطورت بصورة مذهلة في السنوات الأخيرة - خصوصا في الجانب المرئي- وتوفرت العديد من الخيارات ، لدرجة أن نجد كثيرا من الاطفال جلّ مادته المعرفية وثقافته الشخصية مصدرها وسائل الاعلام ولذلك يمكن تصنيف وسائل الاعلام بأنها المؤثر الأول والأقوى على الطفل .
·الإعلام اليوم مؤثر هائل في تكوين الأبناء، لما يتمتع به من حضور وجاذبية واتقان والمشكل أن الأطفال لا يتعرضون لتأثير إعلام واحد صادر عن جهة واحدة
·الوسائل الإعلامية تنتمي إلى أكثر من (130) بلدًا في العالم، وهي تعكس ثقافات وديانات وتطلّعات متباينة أشدّ التباين. وإن نسبة غير قليلة من الناس قد أسلمت أبناءها للفضائيات من غير قيود تُذكر، ولهذا فإن ما يقوله الأبوان بات يُفهم لدى هؤلاء الأبناء في ضوء الخلفية الثقافية العميقة التي بناها الإعلام
·أصبحت المادة الإعلامية الموجهة للناشئة من أخطر الصناعات الإعلامية في العصر الحالي، ومن أكثر الصناعات التي تشهد إقبالا من طرف المستثمرين وشركات الانتاج العالمية، نظرا لما تدره من أرباح كبيرة بسبب استهدافها شريحة واسعة هي شريحة الاطفال والشباب
·بفضل انتشار الفضائيات وظهور شبكة الانترنت وعولمة الصوت والصورة أصبح إعلام الطفل يشهد تناميا ملحوظا، وصار أكثر قربا من الطفل داخل البيت، وقد حمل هذا الانتشار السريع معه أساليب جديدة وأكثر تطورا لاستمالة الطفل والسيطرة على عقله وسلوكياته
·التوسع المذهل في تجارة التسلية الموجهة للاطفال يخفي الكثير من المخاطر والسلبيات، فجل الشركات المنتجة والعاملة في هذا القطاع هي شركات غربية توجه نشاطها ثقافة غربية وفهم غربي لمعاني التسلية واللعب والترفيه والتربية
·أجهزة الإعلام تلقي بظلالها على الطفل المعاصر إيجاباً أو سلباً، حتى أنه يصعب عليه أن يفلت من أسارها وتحاول أن ترسم له طريقاً جديداً لحياته
·خلاصة القول أن لوسائل الإعلام تأثيرات إيجابية وأخرى سلبية على الكبار وعلى الصغار يمكن ايجازها فيما يلي :
الإيجابية: ( أشرنا إليها عند الحديث عن أهمية الإعلام )
السلبية :
آثار وسائل الإعلام السلبية التي تنعكس على النشئ لا تقتصر على جانب واحد بل تتعدى ذلك إلى جوانب عديدة :
1- الإعتقادية ( الدينية ) 2- لأخلاقية 3- الاجتماعية 4- الأمنية 5- الصحية
1-كيفية تأثير وسائل الإعلام على الناشئة :
أ) التأثير الآني:
وهو التأثير المباشر في نفس الطفل ويتكون عندما تكون الرسالة جديدة كلياً عليه او تحوي كم كبير من الإثارة والتشويق .
ب ) التأثير التراكمي
وهو الأشهر والأعم وذو الأثر البعيد لنفس الطفل حين يتعرض الطفل لرسائل متقاربة في أزمنة مختلفة وبشكل متدرج ومن خلال أكثر من صورة وطريقة مما يرسخ في نفسه تماماً الأفعال والأقوال التي ذكرت له
2-مدى تأثير الإعلام على الناشئة :
تؤثر وسائل الإعلام على الطفل بحسب اربعة عوامل:
1) نوعية الوسيلة وقوتها ومدى انجذاب الطفل إليها وهي مرتبة بحسب نسبة تأثيرها كالآتي:
أ-السمعية البصرية (التلفاز،السينما،الفيديو) وهي تمثل أعلى نسبة (60-70%)
ب-التفاعلية (العاب الكمبيوتر) وهي تمثل ما نسبته (20-30%)
ج- السمعية (الإذاعة - الكاسيت) وهي تمثل ما نسبته (10-20%)
د-البصرية (المقروءة) (المجلات - الكتب - القصص) تمثل (10-20%)
2) عمر الطفل وخلفيته الثقافية وبيئته الاجتماعية
3) نوعية الرسالة للطفل من خلال المادة الإعلامية المقدمة ، و تعتبرهذه أهم قضية فالطفل مستقبل جيد لكل ما يرسل له خصوصاً إذا صاحب المادة تشويق وإثارة للطفل.
4)الوقت الذي يقضيه مع وسائل الاعلام والتي تقدر ( 5-6 ساعات يوميا)
وعلى هذا فإن تأثير الإعلام - تربوياً- على الطفل يشكل نسبة تقارب 35-40%
3-العلاقة بين الاعلام والتربية :
"لقد اتّسمت العلاقات القائمة بين المؤسسة التربويّة ووسائل الاتصال بشيء من التصادم. ووضعت وسائل الإعلام في قفص الإتهام ولم يكن أغلب رجال التربية ينظرون بعين راضية إلى تعامل التلميذ مع وسائل الإعلام. كما كانت صورة الثقافة التي تروّجها وسائل الإعلام سلبيّة بالنسبة لأغلب المربين الذين يعتبرون هذه الثقافة سطحية ومبتذلة
إن دور المؤسسة الإعلامية لا يقلّ قيمة عن دور المؤسسة التربوية في التنشئة الاجتماعية للفرد، إلى جانب المؤسسة العائلية. كما أن الوقت الذي يقضيه الطفل أو الشاب في تعامله مع وسائل الإعلام لا يقلّ أهمية عن الوقت الذي يقضيه في المدرسة، كما أن التعلّم عبر وسائل الإعلام يقوم في جوهره على ترابط عضوي بين التعلّم والترويح عن النفس. لذلك فإنّ المدرسة ووسائل الإعلام يخدمان نفس الأغراض التربويّة.
4-المحتوى التربوي في الإعلام :
يمكن ان يصاغ المحتوى التربوي من خلال :
oالقصة: (المحكية – المقروءة – المصورة )- التوجيهات المختصرة المباشرة - الدراما
oالالعاب - المواقف التمثيلية – الأناشيد - الألعاب (الكمبيوتر)
5- كيفية الإستفادة من الإعلام في خدمة الجانب التربوي لدى الناشئة؟
يمكن أن يتم ذلك من خلال :
§تحديد الرسالة
§اختيار القنوات المناسبة للعرض
§المواءمة مع البرامج التربوية في المدرسة
§أوقات الاستقبال الإعلامي المناسب للطفل
§حماية الطفل من الإعلام السلبي قدر الإمكان
§تطوير برامج إعلامية (متلفزة) لخدمة الجانب التربوي
§التنويع في المواد الإعلامية المقدمة للطفل
§الاهتمام بالمستوى الفني وطرائق العرض للمواد الإعلامية
§ صياغة بعض البرامج الإعلامية داخل المؤسسات التعليمية والتربوية
6-الناشئة والتلفزيون :
يؤكد علماء النفس انه كلما ازداد عدد الحواس التي يمكن استخدامها في تلقي فكرة معينة ادى ذلك الى دعمها وتقويتها وتثبيتها في ذهن المتلقي, وتشير بعض نتائج البحوث الى ان 98 في المئة من معرفتنا نكتسبها عن طريق حاستي البصر والسمع وان استيعاب الفرد للمعلومات يزداد بنسبة 35 في المئة عند استخدام الصورة والصوت، وان مدة احتفاظه بهذه المعلومات تزداد بنسبة 55 في المئة.
ويقول علماء النفس أن التلفزيون يأتي في علم التربية الحديثة بعد الأم والأب مباشرة وبات من المؤكد تأثير التلفزيون على سلوكيات الأطفال طبقاً لجميع الابحاث العلمية في هذا المجال, واصبح من المستحيل الاعتماد على الوسائل القديمة في التربية والتنشئة والتوجيه, ولم يعد ممكنا منع الأطفال من مشاهدة التلفزيون أو هذا الكم الهائل من البرامج والأفلام التي تشكل الآن أحد المراجع الأساسية في سلوك وتفكير وتربية وتعليم الطفل
لاشك أن للتلفزيون آثار سلبية وأخرى ايجابية في حياة الطفل ، حيث أن الأفلام التي تعرض في التلفزيون تنقل الأطفال الى دنيا بديلة وقد تكون قريبة من دنيا الطفل بعض القرب ، وقد تكون بعيدة عنها ، وقد يحيا الطفل بعض الوقت أو يحلم بها أو ينفر منها أو يخافها ، وقد أشارت الكثير من الدراسات والبحوث التي تربط بين بعض "جرائم" الأطفال وبين بعض الأفلام التلفزيونية إلى أن للأفلام دورا مباشرا في تلك الجرائم
"يقول الباحث الإنجليزي هال بيكر المتخصص في غسيل الأدمغة عن طريق التلفزيون أن غسل الأدمغة يجري عن طريق (سوفت باور) أي قوة الأفكار والصور والتأثيرات التلفزيونية والالكترونية. وفن غسل الأدمغة بواسطة التلفزيون يجري من خلال قوة «الإيحاء» وتلعب قوة الاعتياد عليه بشكل تدريجي بعد تواصل الإدمان عليه قابلية لدى الجمهور في تقبل ما يعرض من صور وأخيلة كواقع. فما يوحي به التلفزيون على أنه «الواقع» يتحول إلى واقع في أذهان المدمنين المتلقين.
لقد بات التلفزيون عنصراً شديد التأثير في تحديد عناصر خيال الطفل وقيمه حيث أن الوالدان لا يستطيعان إبعاد تأثير التلفزيون عن أطفالهم لأنهم بأنفسهم أصبحوا متعلقين به
إن الصورة المتحركة المصحوبة بالصوت في المراحل المبكرة للطفل التي يختزنها تصبح فيما بعد رصيده الثقافي والوجداني والشعوري
إن سحر التلفزيون ( والفيديو ) يفوق تأثير أي أداة إعلامية أخرى خصوصا مع التطور في فنون العرض واستخدام المؤثرات السينمائية ( أفلام 3D ) الحديثة
ومع الوقت يتحول الإبهار البصري إلى إبهار معرفي وثقافي يجعل الطفل يتقبل جل ما يصاحب المادة التلفزيونية من توجيهات وسلوكيات .
7-وسائل إعلام الطفل في الوطن العربي
"إن واقع إعلام الطفل العربي ليس على المستوى الذي يمكنه من القيام بدوره في تربية وإعداد الطفل العربي ، وتثقيفه ، وإن خطورة التقصير في وسائل الإعلام العربية تجاه الطفل العربي تكمن في أنها تفتح الباب أمام وسائل الإعلام والثقافة الغربية التي تغزو مجال إعلام الطفل العربي ، مما يكون له أسوأ الأثر في تشكيل شخصية الأطفال العرب وقيمهم وعقيدتهم
الكتاب : يتميز كتاب الطفل العربي بالاتي:
-قلة العدد : كل 100 طفل يشتركون في نسخة واحدة من كتاب واحد في السنة أي أن نصيب الطفل الواحد لايزيد عن بضعة أسطر سنويا
-غياب المتخصصين في الكتابة للأطفال
-ندرة المكتبات والدور المتخصصة بنشر كتاب الطفل
-ضعف الإخراج الفني
-قلة الكتب المترجمة الهادفة
-ندرة معارض الكتاب المتخصصة بالطفل
-تغييب ثقافة الإبداع والابتكار
-غياب الأهداف التربوية في الكثير من كتب الأطفال
مجلات الأطفال : تتميز المجلات العربية ب:
·القلة العددية
ما يقارب 80 مليون طفل (6-14) سنة تخدمهم 15 مجلة بمتوسط 20.000 نسخة (لا تتجاوز 400.000 نسخة بأي حال: كل 200 طفل يشتركون في نسخة واحدة من عدد واحد من مجلة واحدة!!)
·ضعف المحتوى:
50% مادة ترفيهية بحتة (تختلف من مجلة لأخرى)
25% مادة تعليمية / تربوية (تميل للسوء والانحراف في الكثير منها)
25% مادة محايدة ثقافية عامة
·قلة الجيد من المجلات (لا يتجاوز 20% من المتاح في السوق)
·قلة المادة التربوية والدينية ( لا تزيد عن 10 % ) في اغلب المجلات
·غياب التوجيه السلوكي الإسلامي
·تقديم القدوات السيئة
·إهمال المستوى العقلي والنفسي فالكثير من القصص والمغامرات تتجاوز مستوى الأطفال وأعمارهم
·كثرة المواد المترجمة من مجلات أجنبية دون انتقاء
·عدم التكامل مع برامج المدرسة التعليمية
·قلة المتخصصين في ميدان الكتابة والرسوم الفنية
·إهمال قضايا العقيدة
·سيطرة المادة الترفيهية على صفحات المجلة
·عدم تقديم القدوات الصالحة وبطريقة مناسبة
التلفزيون :
ما يقارب خمسين قناة تلفزيونية للأطفال في أوربا مقابل خمسة في العالم العربي، إحداهما غربية بالكامل وثانية كرتون ياباني مدبلج (في الغالب) وثالثة منوعات سطحية ورابعة ذات مهنية عالية لكن مع غياب المضمون التربوي وخامسة محافظة (مشفرة) (المجد) لكنها متواضعة فنيا ومهنيا .
يقلل البعض من الاثار السلبية للقنوات الفضائية العربية على الأطفال ويتهمون من يتحدثون عن هذه الآثار بالمبالغة والتخويف اللذين لا مسوغ لهما ! وهؤلاء –مخطئون ، فالآثار المحسوسة للبث التلفزيوني بعامة على الأطفال لم تعد مجالا للشك .
هل العلاج إذا أن نمنع بث القنوات الفضائية ونقفل أبوابنا دونه ربما كان هذا علاجا ناجحا للبعض ، ولكنه علاج محدود لأن القادرين على تنفيذه قلة وسيواجهون عقبات كثيرة . ومع مرور الزمن يصبح مثل هذا العلاج غير ذي جدوى فالتقنيات تتطور حتى تستعصي على المنع ، والسيل ينهمر تباعا حتى لا تنفع معه سدود . وتلك حقيقة واقعية وقد لا نرضى بها ، ولكن لابد من التعامل معها حتى نحسن المواجهة ونقلل من آثار الشر على أطفالنا .
8-واقع برامج الأطفال في القنوات العربية
-ندرة المادة الكرتونية الهادفة المناسبة للأطفال (تعد على اليدين(
-ندرة المسرحيات والمنوعات الهادفة والتربوية للأطفال
-القلة العددية من حيث الساعات
-اعتماد البرامج المستوردة (أكثر من 50%)
-اعتماد التوجيه المباشر في الغالب
-قلة التشويق واعتماد النمطية
-الاعتماد واسع النطاق على أفلام الكرتون وكأن هناك معادلة خاصة بهذا الجانب: تلفزيون + طفل = أفلام كرتون
-احتواء الكثير من الأفلام الغربية على مشاهد لا تليق بالطفل وتؤثر على سلوكه
-احتواء بعض أفلام الكرتون الغربية على شعوذة وانحرافات عقائدية فيما يتعلق بالخالق عز وجل
-غياب البعد الأخلاقي في كافة ما يعرض من أفلام الكرتون الغربية انتشار العنف وثقافته في أغلب الكرتون
السينما : هناك شبه انعدام لسينما الأطفال (خلاف واقع سينما الكبار) ، مع إنتاج محدود على شكل كرتون يقدم على شكل حلقات تلفزيونية ، إضافة الى انعدام المسارح الخاصة بسينما الطفل
الإذاعة : * ندرة برامج الأطفال في الإذاعات العربية
·عدم وجود معدي برامج أطفال متخصصين
·ضعف مستوى برامج الأطفال
·نمطية البرامج واعتمادها غالباً على الأغاني
·الاختيار غير الموفق غالباً لأوقات بث برامج الأطفال
·أنتاج محدد على شكل كاسيت للأطفال يغلب عليه الأناشيد ، (هناك بعض التجارب الجيدة مثل تجربة مؤسسة محسن للإنتاج)
مسرح الطفل: له دور كبير في تنمية التفكير وتطوير مهارات الاتصال وزيادة الحصيلة المعرفية
واقعه: - عدم وجود مسارح خاصة بالأطفال في الأحياء وأحياناً كثيرة حتى في المدارس
-عدم الاهتمام بفن التمثيل ودوره في تطوير قدرات الطفل المختلفة
-تخلف صناعة الدمى وهي مكملة للمسرح
الكمبيوتر والإنترنت وألعاب الكمبيوتر: يساعد في تطوير قدرات الطفل الذهنية والعقلية ويساعد في العملية التعليمية بشكل كبير كما يمكن إضافته للمؤثرات الإعلامية بحكم احتوائه على مواد ذات بعد ثقافي وتربوي .
واقعه : - الدخول البطيء للكمبيوتر في المدارس
-ندرة برامج الكمبيوتر العربية الخاصة بالطفل
-انعدام برامج الألعاب الالكترونية العربية
-أقل من 1 % من مواقع الإنترنت العربية للأطفال 40% من مادتها قصصية وهي تفتقد للتفاعلية وتعتمد في كثير من الأحيان على المواقع الأجنبية
10- تقييم المواد الإعلامية المقدمة للناشئة :
-قلة المواد الإعلامية المقدمة وبما لا يناسب مع عدد الأطفال في العالم العربي
-انخفاض المستوى الفني للمواد الإعلامية بسبب التكاليف العالية أو قلة الخبرات
-غياب الأهداف عن الكثير مما يقدم للأطفال والاكتفاء فقط بـ"ماذا يعجبهم؟
-غلبة المواد المترجمة وخصوصاً في أفلام الكرتون (المدبلجة)
-اللغة العربية المقدمة من خلالها المواد المرئية ركيكة أو صعبة بالنسبة للناشئة
-غلبة المواد الترفيهية وقلة المواد الجادة
-غياب البرامج التي تعنى بإذكاء عقلية الطفل وتطوير مهاراته العلمية والفنية واليدوية وتحسين ملكة الإبداع والتفكير لديه
-إشغال وقت الطفل قد يكون أفضل تسمية لمواد وبرامج التلفاز العربية
-غلبة التهريج والإثارة المتكلفة في مواد الأطفال
-التأثر بعقلية الغرب فيما يقدم من إنتاج محلي سواء في الأسلوب أو في حتى المحتوى
-توجيه الطفل لاهتمامات ليست ضمن أولوياته
-عدم ربط الطفل بخالقه كجزء من العقيدة التي يتربى عليها
س1 : بعد كل ما سبق هل يقوم الإعلام في منطقتنا العربية بالدور المطلوب منه في تنشئة الأجيال تنشئة سليمة ؟
الإجابة : للأسف لا
س2 : ما هو الحل ؟
ج: ( التوصيات )
11-التوصيات :
( الأسرة ، المدرسة ، الإعلام ، الناشئة )
* نشاء مؤسسة إعلامية خاصة بالطفولة
* ميثاق تربوي لمواد الناشئة ( على غرار ميثاق الشرف الإعلامي )
* التوعية الصحيحة والجادة لأولياء الأمور بالتأثيرات السلبية لوسائل الاتصال على أبنائهم
* إيجاد وتوفير البديل مثل القنوات الهادفة وأشرطة الفيديوالمنتقاة.
* توعية النشء من خلال الندوات والمناظرات التوعوية بسلبيات ما تبثه وسائل الإعلام الحديثة * تنمية وعي الُمشَاهدةلدى النشء لمعاونتهم على انتقاء وتقييم البرامج التي يشاهدونها.
* تعميق مسؤولية الناشئة لتحمل تبعات سلوكياتهم بعقلانية واستقلالية
* تنمية رقابة الضمير لدى الناشئة بالتثقيف والتربية والتوجيهالمناسب.
* ترشيد الأسر ( ولا سيما رب الأسرة ) لاستخدام تقنيات الاتصالوالإعلام بانتقاء البرامج
* تفعيل الدور التوعوي للمدرسة بشأن الآثار الناجمة عن سوء استخدامتقنيات الاتصال والإعلام، والانعكاسات السلبية للبرامج السيئة
* تنمية جانب التقوى والحياء وخشية الله سبحانه وتعالى في السر والعلن
* تنشئة الأبناء على القيم الإسلامية الفاضلة، وعلى تنمية الفطرة السليمة.
*أن تحرص الأسرة على إرشاد وتوجيه أبنائها لما يصلح لهم ويفيدهم من البرامج
* أن يحرص الأبوان على عدم ترك أبنائهم أسرى لمايشاهدونه من برامج في القنوات الفضائية بل أن يحرصوا على مشاركتهم ومناقشتهم فيما يشاهدونه ليتسنى لهم تصحيح المفاهيم الخاطئة * أن تحذر الأسرة من ترك أبنائها أسرى لشاشة التلفاز، وأن تحرص أن تكون متابعة أبنائها للبرامج التليفزيونية تحت رقابتها
* تكوين الحصانة في نفوس الناشئة، وهي أهمالحلول.
* توجيه الناشئة الي ممارسة الأنشطة والهوايات المختلفة.
* تنمية روح الخَلْق والابتكار والإبداع في شخصية الطفل
* الاهتمام بالمواد الترفيهية التي تحقيق ميول الناشئة نحو اللعب، وملء وقتهم بأشياء مفيدة.
* غرس وتدعيم عادة حب القراءة في نفوس الناشئة وتدريبهم علي احترام الكتاب وتقدير قيمته
* إعداد الكفاءات الإعلامية المتخصصة في إعلام الطفل المسلم ، وتشجيع كافة الكوادر الإعلامية التي تعمل في إنتاج وإعداد وإخراج وتقديم المواد الإعلامية التي تسهم في إثراء العمل الإعلامي الموجّه للأطفال.
* الاهتمام بإصدار مجلات متخصصة للطفل تتماشي مع المراحل العمرية للصغار.
* إطلاق حرية الصغار في التعبير عن أفكارهم وآرائهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها وذلك بمشاركتهم في تحرير المواد الإعلامية التي توجه إليهم.
* إجراء البحوث والدراسات الميدانية التي تقوم باستطلاع آراء الأطفال والمربّين عن مضمون صحف الأطفال وطرق إخراجها، والاستفادة من نتائج هذه الدراسات
- توفير الإمكانات المادية والفنية اللازمة لإصدار صحف الأطفال حتى تضمن لها البقاء والاستمرارية مع تهيئة المناخ المناسب لعملية الصدور.
- التأكيد علي أهمية تنشئة الطفل المسلم علي الإيمان بالله وتقوية اعتباره بالانتماء الحضاري الإسلامي وتحصينه ضد عوامل الانحراف
1 ـ تقوية جهاز المناعة لدي الطفل، وذلك من خلال التربية الايمانية والعقلية والبدنية والنفسية والاجتماعية.
2 ـ ايجاد البديل الاعلامي والتربوي ( القنوات الفضائية )، لان النفس ان لم تشغلها بالطاعة شغلتك بالمعصية.
* الدعاء