بســـــــــم الله الرحمــــــن الرحيـــــم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
ومـن سيئـات أعمـالنـا مـن يهـده الله فـلا مضل له ومن يضلل فلا هـادي لـه
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسولـه
أما بعد .....
▪ الزبير بن العوام رضي الله عنه وارضاه ج9
قال أبو شهاب الحناط وغيره : عن هلال بن خباب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس أنه قال للزبير يوم الجمل : يا ابن صفية ، هذه عائشة تملك الملك طلحة ، فأنت علام تقاتل قريبك عليا ؟ زاد فيه غير أبي شهاب : فرجع الزبير ، فلقيه ابن جرموز فقتله.
قتيبة : حدثنا الليث عن ابن أبي فروة أخي إسحاق ، قال : قال علي : حاربني خمسة : أطوع الناس في الناس : عائشة ، وأشجع الناس : الزبير ، وأمكر الناس : طلحة لم يدركه مكر قط ، وأعطى الناس : يعلى بن منية وأعبد الناس : محمد بن طلحة ، كان محمودا حتى استزله أبوه ، وكان يعلى يعطي الرجل الواحد ثلاثين دينارا والسلاح والفرس على أن يحاربني.
قال عبد الله بن محمد بن عبد الملك الرقاشي : عن جده ، عن أبي جرو المازني ، قال : شهدت عليا والزبير حين تواقفا ، فقال علي : يا زبير ، أنشدك الله ، أسمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " إنك تقاتلني وأنت لي ظالم ؟ " قال : نعم ولم أذكره إلا في موقفي هذا ، ثم انصرف. رواه أبو يعلى في " مسنده " وقد روي نحوه من وجوه سقنا كثيرا منها في كتاب " فتح المطالب".
قال يزيد بن أبي زياد : عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : انصرف الزبير يوم الجمل عن علي ، فلقيه ابنه عبد الله ، فقال : جبنا ، جبنا ! قال : قد علم الناس أني لست بجبان ، ولكن ذكرني علي شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فحلفت أن لا أقاتله ، ثم قال :
ترك الأمور التي أخشى عواقبها في الله أحسن في الدنيا وفي الدين
وقيل : إنه أنشد :
ولقد علمت لو ان علمي نافعي أن الحياة من الممات قريب
فلم ينشب أن قتله ابن جرموز .
سير اعلام النبلاء للامام الذهبي