إقتباس لمشاركة: @أستاذ أبو فارس 07:08:49 - 2025/03/24
أعتقد أن رباب كانت تنام داخل الفصل لا لتحلم كبقية الأطفال،
بل لتهرب من واقع أثقلَ من كاهلها الصغير.
لم يكن النوم اختيارا، بل مهربا من صوت الدموع المخنوقة ليلا،
ومن صورة يد ترتفع وصفعة تهوي على وجه مألوف تحبه.
تماما أوافقك الرأي
أيُّ ذنب لطفلة في الرابعة أن تحمل وجعا أكبر من سنّها ؟
أيُّ وجع يدفعها لأن تغفو لا لأنها متعبة، بل لأنها لم تعرف ليلا هادئا كسائر الأطفال منذ زمن؟
ذنبها غياب الوعي عند والديها!!
أمام براءتها المتعبة، فالأسئلة الملحّة الآن ليست عن الأسباب، بل عن الحلول :
كيف يمكن لطفلة أن تسترد ضحكتها ؟
كيف للياليها أن تصبح أكثر طمأنينة ؟
تماما
المربية ربما ليس بمقدورها تغيير الوضع داخل بيت رباب،
لكنها تستطيع أن تجعل الفصل حضنا آمنا لها،
تستطيع أن تعلمها أن هناك عالما آخر غير عالم الصراخ والدموع،
أن تلوّن أيامها بريشةِ أمل،
أن تكون لها أذنا تسمعها، ويدا تمسح على قلبها، وابتسامة تمنحها بعض الدفء
علّها تستطيع يوما أن تنام لأنها سعيدة، لا لأنها تريد الهروب.
جميل جدا 👍
***
بالنسبة للأسئلة :
1. كيف للوالدين الشجار أمام ابنتهما ؟
الشجار أمام الأطفال بلا شك خطأ جسيم، فالصغار لا يفهمون خلافات الكبار، بل يرون فقط عالمهم ينهار أمامهم. يصبح الأمان الذي يُفترض أن يمنحهم الطمأنينة مصدر خوف وارتباك. من حق الطفل أن يرى والديه في صورة من التفاهم والاحترام، حتى إن كان بينهما خلاف، فمن الواجب إبعاده عن أعينهم الصغيرة التي تسجّل كل شيء في ذاكرة لا تنسى.
تماما، حتى أن الأطفال يسجلون الذكريات بمفهومهم هم ومشاعرهم هم وقد تكون مشوهة لضيق زاوية الاستيعاب والتحليل، وهنا الخطر
2. كيف تسمح الأم لنفسها بالتنفيس عن آلامها أمام صغيرتها ؟
الأم ليست آلة، وهي بلا شك تشعر بالخذلان والألم، لكن الصغير ليس ملجئا للأحزان. حين تبكي الأم أمام طفلتها، فهي تنقل لها شعور العجز والخوف بدلا من الأمان. يحتاج الطفل إلى أم صامدة، حتى لو كانت هشة من الداخل. وإن كان لا بد من البكاء، فليكن بعيدا عن عيون الأطفال التي تحتاج إلى ضوء، لا إلى ظل ثقيل من الدموع.
فعلا وهذا الثقل بدأت الطفلة تشعر به خلال يومها فتفسره بمفهومها البريء أنه تعب لقلة النوم ليلا، أفعلا نومها في الفصل سينهي هذا التعب!!
3. هل جيد أن الطفلة اختارت النوم للتعبير، أم أن ذلك شيء سيئ ؟
النوم هنا ليس راحة، بل كما ذكرتُ هو هروب، وهذا مقلق. حين يصبح النوم وسيلة للهروب من واقع مؤلم، فهذا مؤشر على أن الطفلة تغلق على نفسها مشاعرها، مما قد يؤدي مستقبلا إلى عزلة أو كبت نفسي.
أوافقك الرأي تماما وهنا الخطر
تحتاج إلى مساحة تعبير أخرى، كالرسم أو اللعب أو الحديث، لتتمكن من مواجهة مشاعرها بدلا من دفنها تحت وسادة ثقيلة بالأحزان.
ممتاز
4. ماذا سأفعل كأستاذة مربية لمساعدتها ؟
الدور هنا حساس بعض الشيء، فالطفلة تحتاج إلى الشعور بالأمان، إلى شخص تثق به وتجد فيه الحنان المفقود. يمكن للمربية أن تتواصل معها بلطف من خلال فتح مساحة للكلام دون ضغط، حتى تشعر بأنها ليست وحدها. يمكنها أيضا أن تشجعها على التعبير بوسائل أخرى كاللعب والرسم وسرد القصص حتى تُخرِج ما بداخلها بطريقة صحية.
لا أعرف هل يتم تلقينهم تكوينا نفسيا ليجاري هذه المشاكل إلى جانب التكوين البيداغوجي، هل لديك فكرة أستاذ؟
لابد أيضا من إشراك الإدارة والأخصائي الاجتماعي حتى يتم التدخل بحكمة دون أن تشعر الطفلة بالخوف.
أوافقك الرأي 👍
ختاما أقول،
قد لا تستطيع المربية تغيير ما يحدث في بيت رباب،
لكن يمكنها أن تكون لها بمثابة نافذة تطل منها على عالم أكثر دفئا،
عالم تستحقه طفلة في سن الرابعة.
صحيح، عن نفسي أرى الأمر مؤسفا للغاية
كيف لمربية لديها عشرون طفلا على الأقل أن تواكبهم جميعا بمشاكلهم وخللهم المكتسب بتصرفات غير عقلانية وعبثية من طرف أولياء أمورهم!! هل تستطيع فعلا هذا؟ هل لديها تكوين نفسي مدمج ضمن تكوينها البيداغوجي؟ وهل تملك الارادة لفعل ذلك؟
أبو فارس
🌹