إقتباس لمشاركة: | @زمان بيكينباور | 01:51 - 2025/05/22 | |
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و ما زال الأخ العزيز فتحي ينثر درر فكره النيرة ما شاء الله عليك هنيئا للمنتدى بك هنيئا لك بما تملكه من دقة في التفكير و عمق في الطرح و حدة في الذهن و ألمعية في العقل تسبق ما هو موجود في واقعنا و تتفوق عليه من أروع ما طرحته هو عدم تعليمنا سواء من الأهل أو في المدارس فكرة وجود الشر و الأسى و أن العالم غابة و عندما يدخل المرء معترك الحياة و هو غير محضر نفسه و غير مستعد لهذه الحقيقة القاسية سيصاب بصدمات متوالية و ربما تصل إلى حد إعاقة نفسية تمنعه من مواصلة حياته بصورة سليمة كما ينبغي،و يصبح يشعر بالحاجة الداخلية للحماية و الاطمئنان فلا يستطيع العيش خارج المجال الذي نشأ فيه و الابتعاد عنه لأنه لا يملك صورة متوازنة عن الحياة و الناس و يخضع لخلفيته الذهنية الوردية التي تسبب له شعور بالانفصام نتيجة الفرق بينها و بين الواقع،و أيضا الذي ينشأ على أن العالم غابة و أن الأصل في الناس الشر و أن العالم لا خير فيه إما ينشأ عدوانيا و استغلاليا على مبدأ كلهم قبل أن يأكلوك و اظلمهم قبل أن يظلموك و اتغدى فيهم قبل أن يتعشوا فيك،أو ينشأ مذعورا خائفا مهزوز الشخصية لا يستطيع تحمل المسؤولية،فالمطلوب إعطاء الطفل صورة متوازنة و حقيقية عن العالم و الناس فالعالم و الناس فيهم الخير و فيهم الشر فيهم الحلو و فيهم البشع و هكذا يمتلك الصورة الصحيحة التي تمكنه من الانتفاع بأوجه الخير و الطيبة و الابتعاد و الحذر من وجوه الشر و الأذى و هكذا يملك صورة طبيعية متوازنة بين الحذر و الخوف العقلاني الذي لا خور و لا هزيمة و لا ضعف فيه و بين الإقبال على الحياة و اقتناص الفرص بدون تهور و مبالغة في التوقعات عن الآخرين و هكذا ينشأ سليم النفس حكيم العقل قوي الشكيمة أما بالنسبة لسؤالك الآخر عن كيف يصدق شخص عانى الفقر و الألم الوعاظ الأغنياء و الذين يلبسون الساعات الذهبية(بالمناسبة لبس الساعات الذهبية حرام على الرجال في الدين و يجوز لبس الذهب فقط للنساء) لكن لنفرض أنه يلبس ساعة مرصعة بالألماس و يركب السيارة الفارهة،صدق أن نفس هذا السؤال بالضبط كان محل جدل بيني و بين أحد أقربائي من وقت قريب و قريبي هذا يملك نفس وجهة نظرك و بصراحة أخالفكما في الرأي،فالحديث بيني و بينه كان عن شيخ هو من أشهر مشايخ البلاد و هذا الشيخ طبيب أسنان و يسكن في أغنى منطقة في المدينة و غني جدا و يأتي للمسجد بسيارة ليموزين فاخرة و يغادر أيضا بسيارة فاخرة،و يكثر الحديث عن الفقر و يقول أن الفقر فيه ثواب و أنه شيء جيد،و قريبي هذا يستنكر كلامه و ينتقده دائما و يقول عنه أنه متناقض فكيف يقول أن الفقر جيد و هو لم يعشه يوما و يعيش حياة مترفة؟و في الحقيقة ليس هناك أي تناقض على الإطلاق ففي النصوص الدينية الصبر على البلاء و أقدار الله المؤلمة فيه ثواب و رفع للدرجات و أيضا هناك أفضلية للفقراء على الأغنياء فهم يدخلون الجنة قبل الأغنياء بمئات الأعوام و أيضا الفقر يمنع تجبر النفس و طغيانها و تكبرها و يمنع الفقراء من ارتكاب المعاصي و صرف أموالهم فيها و حاجتهم الدائمة تجعلهم مرتبطين بالله ملتجئين إليه،فالفقر فعلا شيء جيد لمن هم في حالة معينة و مضطرين أن يكونوا فقراء،و هذا لا يعني أن الدين يأمرك أن تكون فقير في الوقت الذي تستطيع أن تكون غنيا فيه فلا يوجد أي مانع في الدين أن تصبح غنيا لو أخذت بأبواب الرزق الحلال المشروعة،فهذا الشيخ غير متناقض فالله فتح عليه و أمواله في الحلال و يقول أقوال قالها النبي صلى الله عليه و سلم و يستشهد بها أين هو الخطأ و اللامشروعية فيما يفعله هذا الشيخ ؟ مثلا في السنة النبوية معروف أن المرض يكفر الخطايا و أن الميت بالهدم أو المبطون أو بالحرق له أجر الشهيد و أن من أخذ الله عينيه و أصبح أعمى له الجنة .. هل هذا يعني أن الإنسان الذي عافاه الله من الأمراض و من العمى و عاش في قوة و صحة و عافية لا يحق له الحديث عن أجر من أصيب بها و أن عليه أن يمرض أو يعمى حتى يحق له أن يتحدث عن أجر ذلك و نصدقه و يكون شخص صادق ؟! و أنه لا يحق سوى للمرضى و العميان التحدث عن ثواب ذلك ؟ ما علاقة هذا بذاك لا علاقة لهما ببعضهما ثم ما أدرانا أن هذا الشيخ الثري لا يتبرع بأموال وفيرة للفقراء و لايساعدهم ؟ و أنه لا يحس بألمهم ؟ أظن في ذلك خلط كبير لأمور لا علاقة لها ببعضها على الإطلاق،يمكن لأي طبيب أن يعالج أمراض لم يصب بها و يوصف أدوية لم يتعالج بها في حياته و لا يعني أنه إذا لم يصب بالأمراض أنه لا يستطيع الكلام عن تشخيص و علاج هذه الأمراض و أنه لا يحق له أن يصبح طبيب حتى يشعر بآلام المريض و معاناته أخيرا شكرا على موضوعك الجميل و المهم و إن كان هناك اختلاف في الرأي في الجزئية الأخيرة و تحياتي لك و شكرا لك على ماتثرينا به من أفكار نيرة و تمس واقعنا المعاش و بارك الله فيك و في جهودك القيمة | |
أعتقد أنه لا يجوز التشجيع على الفقر بل إن الدين السليم لا يتعارض مع الغنى
فالأفضل هو أن يتخذ الإنسان من المال و الثراء وسيلة تقربه إلى الله من خلال إنشاء مشاريع خيرية
و دعم الفقراء و تفريج الكرب عن المديونين و الإكثار من الصدقة .. الخأن
و تلك الأفكار التي تروج ِدينيا على أن الفقير سيسبق الغني إلى الجنة هي أفكار لا أساس لها من الصحة
فالغني يستطيع أن يربح الحياة الدنيا و حياة الجنة أيضا .. فالشرط هو أن يكون المال حلال و يستعمل في أوجه الخير
و الشيخ الغني الذي تحدثت عنه لا عيب في غناه طالما أنه حلال طيب
و لكن يعيب عليه تشجيعه على الفقر بدل تشجيعه على الغنى و السعي الحلال
و كان من الأحسن لو أنه أفاد الفقراء بتجربته الشخصية في جني المال بشكل حلال و توصيتهم بضرورة انفاقه فيما يرضي الله
أما الشيوخ الذين يمدحون الفقر و يحاولون تصديره على أنه شرط من شروط دخول الجنة فكلامهم ضال مجانب للصواب لأن الفقر شيء مذموم و لا أحد يحب أن يبقى فقيرا أو يختار فقره بإرادته .. و الأصح هو التشجيع على الغنى و المال و تعليم الناس طرق كسب المال بشكل مشروع 👍