أنت الذي كنت أنتظره كل مساء
أنتظر رجوعك بشوق ما تحمل بين يداك
أقولك لك يا من لم تتأخر علي في مطلبي
وتمد لي يدك لتعطيني بلا أن تحاسبني
أشتاق لك أبي
أشتاق لنظرتك القاسية بوجهك الأبيض السميح
ليداك القوية تضعها فوق كتفي و تقول لي يا ابني
يداك الدافئتان على وجهي إن لامستي
لضمتك لي بصدرك و قبلتك على خذي
أشتاق لك أبي
اشتاق لصوتك القوي الآمر لفعلي بما تنصحني
و ما وبختني إلا بعد ذلك لتشكرني بعملي
و قصصك التي تحكي لي عن أيامك قبل وجودي
و ما قاسمتني من خبر و اسعدتني من نكت
أشتاق لك ابي
لسماع خطواتك نحو غرفتي لترصد أمري
لرائحة عطرك تملؤ المكان فيشعرني بالأمان
كيف تسمعني و إن كنت أهذي بقصصي
و تستمتع بتعلثم كلماتي و زلاتي لساني
أشتاق لك ابي
أنت الذي كنت تحملني في مرضي
و لا ترضى أن أكون عاريا بملبسي
و لا حافي القدمين و إن أدمتك قدماك بسببي
وو أن اون شديدا لا تهوي بي الناس و لا نفسي
أشتاق لك ابي
لما كنت تمني نفسك ان تراني كبيرا
و ناجحا بدراستي ثم عملي مفتخرا بي
و بعدها بحياتي منفصلا عنك بأمنيتي
و تسمع بعد كلمات أبي مني احرف جدي
أشتاق لك أبي
همك كان أن تراني بعمري سعيدا
و أن أكون لك بكبري قريبا
و أن تكون ذكراك بنفسي قويا
و أن لا أراك يوما ضعيفا
أشتاق لك ابي
أنت اليوم بعيد عني
لم اجد من يشد من يدي
و صدرا بلأمان يشعرني
و اذنا لي تسمع شكواي
أشتاق لك ابي
فليس غير لي سند
و بك قوتي التي اعتمد
فأني أشتاق لوجودك
و مشتاق لصوتك
و مشتاق لنظرتك
ومشتاق لسكوتك
و مشتاق للومك
و مشتاق حتى رائحتك
مشتاق لك مشتاق لك يا أبي.