وحَياةِ أشواقي إليكَ

وتُرْبَةِ الصَّبرِ الجميلِ

ما استحسَنَتْ عيني سواكَ

ولا صَبَوْتُ إلى خليلِ

يا ساكِنَ القلبِ لا تنظُرْ إلى سكَني *** وارْبَحْ فؤادك واحذَرْ فتنةَ الدّعجِ

يا صاحبي وأنا البَرّ الرّؤوفُ وقد *** بذَلْتُ نُصْحِي بذاكَ الحيّ لا تَعُجِ

فيه خَلَعْتُ عِذَاري واطّرَحْتُ بِهِ *** قَبولَ نُسْكيَ والمقبولَ من حِججي

مَا أَمَرّ الفراقَ يا جيرَة الحي

يِ وأحْلَى التّلاقِ بعدَ انفرادِ

كيف يَلتَذّ بالحياة مُعَنّىً

بَين أحشائه كَوَرْيِ الزّنادِ

إِذا تَذَكَّرتَ شَجواً مِن أَخي ثِقَةٍ ** فَاِذكُر أَخاكَ أَبا بَكرٍ بِما فَعَلا

خَيرَ البَرِيَّةِ أَتقاها وَأَعدَلَها *** إِلّا النَبِيَّ وَأَوفاها بِما حَمَلا

وَالثانِيَ الصادِقَ المَحمودَ مَشهَدُهُ *** وَأَوَّلَ الناسِ مِنهُم صَدَّقَ الرُسُلا

ما بالُ عَينِكَ لا تَرقا مَدامِعُها

سَحّاً عَلى الصَدرِ مِثلَ اللُؤلُؤِ القَلِقِ

عَلى خُبَيبٍ وَفي الرَحمَنِ مَصرَعُهُ

لا فاشِلٍ حينَ تَلقاهُ وَلا نَزِقِ

أَخَذتُمْ فؤادي وهوَ بَعضي فما الذي *** يضُرّكُمُ لو كان عندكُمُ الكُلّ

نَأَيْتُمُ فغيرَ الدَّمعِ لم أرَ وافياً *** سوى زَفْرَةٍ من حرّ نار الجوى تغلو

فَسُهْدِيَ حيٌّ في جُفُوني مخَلَّدٌ *** ونَومي بها مَيْتٌ ودمعي له غُسْل