قصة قصيرة جدا :
أكملت سعاد عامها العاشر كأستاذة للغة العربية ..و بذلك عملت على بناء أجيال متعاقبة ..
في البدء كان التعليم ..و عجلة الزمن تدور ..و الزواج ..ثم الضجر..مما قذف بها الى الى غرف الدردشة لخوض غمار العلاقات الإفتراضية ..
ثم المجازفة بالسقوط في المهاوي الخطيرة..كان التوتر بينها و بين زوجها قد بلغ مداه..فصار ما بينهما صحراء من جليد..و فراغات بحجم الأساطير..
في حضرتها بدت غرف الدردشة مزدحمة ..أسماء مستعارة تصدم العين بالتحية ثم تغيب الى غير رجعة..
رسائل للإستغفال و النصب ..رسائل ملغمة بالشعر تارة ..و بالقصص أخرى ..
في حقول الرماد استفزتها حاجة ملحة الى الركض خلف صهيل قصائد أحد الشعراء..رماد عابر من زمن الحرائق ..
حياة كاملة انسابت أمامها ..و هي تبوح لشاعرها المفضل عن زواجها المبكر و الفاشل ..في تلك الليلة تبادل نخب الكلمات ...
حتى إذا اكفهرت الشاشة بكلمة الوداع ..انسلت الى بيت الزوجية بالبرود الذي صار يطبع علاقتها بزوجها ..
ففصلت له بعض الكلمات و هي تقول : يمكنك تناول العشاء أما أنا ذاهبة لأنام ..